مِن قَلبِ الحدث

الوقت يمر بنا على عجل، هذه حقيقة لم اكن حتى وقت قريب أفهم المراد منها. إذا كان الوقت يقطع من المسافة الكثير ، كيف لنا ان لا نتحرك معه بنفس السرعة؟ مر شهران و ربيع على بدء العمل كطبيبة إمتياز ولو انها تبدو بالقصيرة إلا اني اعيشها بالدقائق لا الشهور.
الكثير من الامور على اليمين وعلى الشمال وانا وإن بدأت العمل ميلا لليمين اجد نفسي اليوم ملاصقة للشمال لا محالة. اول يوم عمل كان كالعيد استعددت له بقراءة كتاب عن الإنطباع الأول وتاثيره على بيئة العمل ثم إعداد معطفي الأبيض والسماعة ليسكنا الشماعة بطريقة تجع منهما اول ما اراءه في الصباح. وفي الصباح، نهضت قبل الديك بقليل وبهندمة كامله تناولت الفطور وقت السحور وانا لا اتناول فطور السحور عادة مال يكن اليوم محفوفا بالوقوف او الصُحبةِ الدَبقة. قبل السابعة صباحا، كنت في قاعة الإجتماعات الصباحية الخاصة بقسم جراحة الأذن والأنف والحنجرة. اتحدت مع الكرسي ل45 دقيقة تصفحت اثناءها خلاصة الأخبار من العربية والجزيرة بعد ان ارتشفت حصة االتغريد الصباحية. أحب قراءة التغريدات العمانية الصباحية. أشعر معها بالإنتماء للسلطنة، كلنا في عُمان نبدأ الصباح بنفس الإنطباعات والتعليقات والطريقة. المهم، قبل الثامنة بربع الساعة، أنضمت إللي فتاة طويلة ضئيلة تبدو عليها الكِياسة والإندِفاع العفوي. تبادلنا حديث مقتضب شاركتنا فيه طبيبة مستجدة أخرى تبين لي بعدها انها والأولى أصدقاء دراسة. انتقلت المحادثة من العامة للخاصة في وقت قليل لأتحد مع الكرسي من جديد حتى امتلئت الغرفة بجميع أطباء القسم المتواجدون في ذلك الوقت. رحب بنا رئيس القسم بطلف غريب جميل ما تعودت عليه من قبل، و د. راشد عماني صغير الهيئة ظريف المحيئ وبسام، لكنته اقرب للأصالة العمانية منها لمسقط العامرة بالأقنعة. بعد الإجتماع، توجهنا إلي العيادة الخارجية لتعرف على طبيعة العمل والفحص السريري. الإستشارية التي تبنتا في ذلك الوقت كانت بِلطف جَدَةِ اكتفت من الدنيا ولم تبخل علينا بالأساسيات التي ما كنت اعرفها مقارنة بمن كانَّ معي إذ انه لم يسبق لي تعلم المهارات السريرية الخاصة بهذا التخصص بتفصيل من قبل. انتهى اليوم مع نهاية حديث الإستشارية الحنون. قد يبدو موجزا بشدة ولكن علي القول ان غرابة اليوم من القلق والخوف ما كان ليكون قليلا هكذا لولا الصحبة التي كانت معي فالفتيات كُن في قمة الإحسان في تعريفي بالمكان والشخوص وملخص لما يحصل عادة في يوم عمل عادي. لست أفضل متحدثة وبالتأكيد لست اكثر جليس مُحبب ولكن أعتقد ان هز الرأس إيجابا ونفيا والإقتضاب في الردود ليس أمرا سيئا بين الفينة والفينة.
إنقضى الشهر الأول وانقضى معه مصير التيه بعد الإمتياز باليقين اني شغوفة بتعلم كل ما يتعلق بجراحة الأذن والانف والحنجرة. الحماسة والفرح التي وجدتها في نفسي وانا اقوم بأكثر الأعمال دونية في ذلك القسم أمر لم اجده في الشهرين التاليين وإلى الآن. ان انهض كل يومِ صباحا لأقوم بعمل الأشياء نفسها برضى فهذا هو الشغف. وهذا، بإذن الله، ما اتمنا ان اقوم به متى ما شاء الله.

الإعلان

رأي واحد حول “مِن قَلبِ الحدث

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s